اشتري بي 650 ج او اكثر واحصل على شحن مجانا في جميع انحاء الجمهورية
وقف هناك مستندًا إلى الجدار البارد، عيناه مغمضتان، وقلبه يدق أصداء اللحظة في أذنيه، وعندما فتحهما أخيرًا، لم يكن "زاغروس" أمامه بعد الآن. كان هناك فقط انحناءة رأس نحو الكتف الأيسر، وجسدٌ يميل قليلًا فحسب. وفي تلك اللحظة، لم يرَ سوى الفوضى العارمة التي خلَّفها الرصاص، جرحٌ غائرٌ ينزف قصة حياةٍ كانت هنا للتو. بدأ "ميرسولت" يرتجف بشدة في قلق. وتجول حول كرسي المعاق إلى الجانب الآخر، وبحث في الظلمة عن يد "زاغروس" اليمنى، ثم أدخل المسدس فيها، ورفعه إلى الصدغِ، وتركها كي تسقط بسلاسة، ليسقط المسدس معها على ذراع الكرسي ثم يستقر في حضن "زاغروس". والآن لاحظ "ميرسولت" أن ملامحه غارقةٌ في بحرٍ من الجدية والحزن، كأنما هي صورة طبق الأصل من تلك اللحظات التي قضاها يحدق خارج النافذة، وبينما كان الصمت يخيم على المكان، دوى بوق سيارةٍ بحدة أمام الباب مرتين. لم يحرك "ميرسولت" ساكنًا، وهو متمسك بكرسي المعاق، وكأنه تمثال يتحدى الزمن.
أقرا الان