Buy with 650 EGP and get free shipping all over the country
يعد التعليم القاعدة الأساسية التي من خلالها يتم بناء مختلف المعارف والقيم والمهارات، واعتبار المعلم العنصر المهم في فاعلية العملية التربوية، ونجاحه في أداء رسالته يعد نجاحًا لطلابه في التحصيل، وبالتالي تتحقق أهداف المناهج الدراسية؛ ولذا فإن المعلم في حاجة دائمة لتنمية قدراته المهنية ورفع كفاياته الأدائية والمعرفية والمهارية، ومن ثم يكتسب الثقة المنشودة والخبرة التي يظهر مردودها على أداء طلابه وتتحقق الأهداف التربوية.
وبناءً على ذلك، ظهرت الحاجة إلى التنمية المهنية التي تعد عنصرًا مهمًّا في العملية التعليمية، حيت تعنى بتطوير الأداء المهني للمعلمين، مما يجعلهم قادرين على القيام بأدوارهم التعليمية ومتطلبات عملهم بكفاءة وفاعلية؛ إذ إن التنمية المهنية عملية تنموية مستمرة تبدأ منذ تخرج المعلم من مؤسسات الإعداد والتحاقه بالخدمة، ولا تنتهي إلا عند انتهاء خدمته.
ولكي تؤدي التنمية المهنية دورها في تطوير أداء المعلم فإنها تحتاج إلى إشراف تربوي فعال؛ حيث إن الإشراف التربوي يهدف إلى تحسين مستوى أداء المعلمين، كما أنه يهدف إلى مد يد العون والمساعدة للمعلمين؛ وذلك لمعرفة أهداف التربية، وكيفية تحقيقها، واختيار طرق التدريس المناسبة، وتنمية التطوير والإبداع عند المعلمين، وتعرف احتياجات المتعلمين وتوضيح طرق إشباعها.
إن الإشراف التربوي هو العملية الأكثر اهتمامًا بالتنمية المهنية للعاملين التربويين، والأقوى أثرًا في تطوير كفايتهم الأدائية التعليمية والإدارية المساندة لعمليات التعليم والتعلم، وفي تطوير المناهج التربوية والمواد التعليمية؛ وذلك بهدف زيادة كفايات الأنظمة التربوية وزيادة مردودها وإنتاجيتها، كما أنه يسهم في تشخيص واقع العملية التعليمية التعلمية من حيث المدخلات والعمليات والمخرجات، ويعمل على تحسينه وتطويره بما يتناسب وتلبية احتياجات ومتطلبات المجتمع للنهوض بمستوى العملية التعليمية التعلمية، وبما يتلاءم والتطورات الحديثة في المجالات التربوية؛ وذلك من أجل النهوض بالمؤسسة المدرسية كوحدة أساسية للتطوير التربوي لتؤدي دورها بفاعلية من أجل تحقيق رسالتها وفق الأهداف التربوية المخططة.
ويعد الإشراف التربوي من الأركان الرئيسة في أيِّ نظام تعليمي لأنه يسهم في تشخيص واقع العملية التعليمية التعلمية، ويعمل على تحسينها وتطويرها بما يتناسب مع متطلبات العصر.
وبهذا تتأكد أهمية الإشراف التربوي للعملية التعليمية التعلمية؛ فهو ركن أساس فيها، وكان من نتيجة ذلك ظهور الإشراف التربوي الحديث الذي يستخدم أساليب جديدة ومتنوِّعة تعتمد على التعاون الإيجابي بين جميع من يعنيهم الأمر التربوي.
كما نال الإشراف التربوي عناية التربويين في جميع أنحاء العالم، وتبوأ مركزًا مهمًّا في الدراسات التربوية الحديثة؛ حيث تناولتْ تطورَه وأساليبه والخدمات التي يقدمها وآثاره على أطراف العملية التربوية.
يرجع ذلك لما للإشراف التربوي من دور ملموس في رفع مستوى العملية التربوية وتحقيق أهدافها من ناحية ولتطوير النظريات وخاصة في الإشراف التربوي من ناحية أخرى.
والإشراف التربوي خدمة تربوية تعاونية هدفها الأساسي دراسة وتحليل الظروف بأساليب ناجحة، وهو عملية تبادل الخبرات بين العاملين في العملية التعليمية.
إنَّ هذه العملية لا بد أنْ تتم في إطار علاقات ديمقراطية إنسانية راقية تهدف إلى تطوير العملية التعليمية، لأن تحسينها يعود بشكل إيجابي بالدرجة الأولي على الطرفين اللذين هما الهدفان الأساسيان من العملية التعليمية وعلي العمل التربوي التعليمي في المدرسة بشكل متكامل.
وإذا كان الإشراف ذا أهمية بالنسبة للعاملين في مختلف مجالات الحياة، فهو يمثل أحد أهم أساليب تطوير العملية التعليمية؛ حيث يسعى المشرفين إلى تهيئة البيئة التعليمية المناسبة التي تقوم على أساس الثقة المتبادلة، والتعاون الصادق للرقي بالعملية الإشرافية إلى الأفضل، ولكي يعمل كل من المشرف التربوي والمعلم على تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة.
ومن هذا المنطلق ظهرت أساليب جديدة ومتطورة وحديثة في الإشراف التربوي، وتعددت أنواع الإشراف التربوي.
من هذه الأنواع: الإشراف العلاجي، الإشراف القيادي، الإشراف الوقائي، الإشراف الديمقراطي، الإشراف الإلكتروني، الإشراف الإبداعي.
ويعتمد هذا الأخير (الإشراف الإبداعي) على النشاط الجمعي، وهو نوع نادر من الإشراف التربوي؛ حيث يحرك القدرات لدى المشرف التربوي ليبذل أقصي ما يستطيع في مجال العلاقات الإنسانية، ويعمل على تحرير العقل والإرادة وإطلاق الطاقة عند المعلمين لاستثمار قدراتهم ومواهبهم إلى أقصي مدى ممكن في تحقيق الأهداف التربوية.
وإذا كانت هذه أهمية مرحلة التعليم الأساسي فلا يكفي أن ينحصر دور المشرف التربوي في الزيارة الصفية الروتينية فقط، وإنما ينبغي أن يكون فاعلاً ومساعدًا رئيسًا في تحقيق أهداف تلك المرحلة.
وبناء على ذلك، فنجد أنَّ مشكلة استخدام أساليب الإشراف التربوي الإبداعي تستدعي إعادة النظر في عملية الإشراف في ذاتها، وتشخيص واقع استخدامها، ومدى تأثيرها على العملية التعليمية، وخاصة على النمو المهني للمعلمين والمعلمات؛ وذلك لحاجة المعلمين إلى التنوع في أساليب الإشراف.
وقد وجدنا للتعرف على هذه المشكلة ومحاولة وجود حلولا لها فقد تطرقنا في
الفصل الأول إلى الإشراف التربوي (المفهوم، الأهداف، الأهمية، الأسس)، وفي الفصل الثاني التعرف على الإشراف الإبداعي (المفهوم، الأهداف، الأهمية، السمات)، وفي الفصل الثالث الأداء المهني لمشرفي اللغة الإنجليزية لمرحلة التعليم الأساسي، وفي الفصل الرابع قمنا بعرض مقترح لتطوير أداء مشرفي اللغة الإنجليزية.