Buy with 650 EGP and get free shipping all over the country

بائع الحظ

أحمد هشام
  • (2 Reviews)
Free

وإن كانت قد أدركت مؤخرًا أن الدنيا لا تؤخذ على محمل صافي طيلة الوقت ،  وجوب الإتشاح بالبياض أو السواد خديعة كبرى، هناك لون رمادي يجب أن يقتنص منه الجميع فرصة، أهداها حقيبة صغيرة بداخلها العطر المحبب لقلبها، هدية مقتطعة من أول راتب يومي يقدر بخمسين جنيهًا نظير عمله في إحدى ورش السيارات ، وإن كان ليس العطر الأصلي إلا أنها تعي جيدًا القيمة الدفينة  ، كونه قد تذكرها في أيام حالكة السواد لهو فوز عظيم .
نظرت إليه وكأنما تعانقه بعينيها ثم قالت : 
والله إن تلك الهدية أعظم من كل ثروات الدنيا، مهداة من يد أود تقبيلها بالعشي والإبكار  .
ينتشي سعادة حين يسمع منها تلك الكلمات، بشرته القمحية وجسده النحيل لم يكونا حاجزًا أمام حبها له، الوسامة نسبية ،  تراه وسيمًا حد الفتنة،  احتضنها وناداها يا صغيرتي كما تعودت منه ثم قال : 
أنتِ بالنسبة لي ثقبٌ في بابٍ موصد يتسلل منه بصيصٌ من نور يصارع الظلمة رغم هوانه، فهل من بعد ترميمه حياة !!

دائما ما تهوى ذلك الضعف الذي ينسال منه حينما يكون بين يديها .. كمياه وضعت في مصفاة .. رغم قوته المستمدة من قلب يخشى على ما يملكه أكثر من خشيته على حياته التي لا يقدرها حق قدرها .. ما أجمل أن ترى القوي ينهار في حضرتك .. البشر خلقوا ضعفاء   .. آدم خضع لوسوسة  الشيطان حين ضعفت نفسه .. قابيل قتل أخاه عن عمد حين ضعفت نفسه  ..  البشرية خلقت في لحظاتها الأولى من نطفة لفطرة هشة ..  منا من إستمسك بهشاشته وسمح للضعف أن يستوطن ركنا أصيلا بالروح .. ومنا من إرتدى رداء الصلابة  المُنْهِك .. ورغم ذلك دائما ما نحتاج إلى مأوى نخلع على بابه ذلك الرداء  .. نتعرى حتى نثير شفقة الحياة كي ترحم   .. على عتبتها يخلعه ..  في عينيها يستريح وفي صدرها يبكي  .. كي يكمل بعدها محاربة طواحين الهواء .. كما تعود

Category Novels
Type Electronic
Auther Name أحمد هشام
Number Of Pages 218
Number of views 386
ali alaa 2 years ago

رواية جميلة جدا 💙💙

Ahmed Samir 2 years ago

رائع

Write a comment