أوديسي - دماء ونبيذ

لؤي عبد الرحمن

من الذي سيصدق شيئًا عبثيًا كهذا، طفلٌ صغيرٌ أم أحمقٌ حالِم؟ الأحمق يا سيدي مَن يظن أنه يعرف كل شيء، فمهما بلغَ علمُ الإنسان وفهمه للحياةِ، فمن المؤكد أنك ستجد ثغرات في طريقةِ تفكيرهِ، فالإنسان مرآةٌ لقناعاته وخبراته، أسيرًا لأحلامِه، فأنت لن تعرف الممكن حتى تتخيل المستحيل، وتسبر أغواره، فكل ما توصل له البشر من حقائق كان يومًا ما محض هذيان لشخصٍ حالم.
دعني أصحبك في رحلةٍ امتزج فيها الواقع بالخيال، سأختبر فيها إيمانك وقناعاتك، سنمر بالحب، الكره، الأمل واليأس، الحقيقة والكذب، وستتذوق الخوف والهزائم والانكسارات، سنسافر إلى أرضٍ بعيدة حيث تبدأ رحلتنا الطويلة، وسآخذك حيث لن تتوقع ونطأ بأقدامنا أضرحة ومقابر منسية، ونحلق إلى عنانِ السماء، وسنغوص إلى أعمقِ قِيعان المحيط، سنغزو معابد ونكتشف ما بداخلها، وسنذهب إلى عوالم غريبة وسأشهدك معارك ملحمية، وسنخوض حربًا أزلية بين النور والظلام، سنقابل خارجين عن القانون، وقتلة، ونقابل شياطين وغيلان، ونقف على ظِلالِ العمالقة، لن تعرف ما سيقابلك حتى نخوض تلك المغامرة، فاستعد!