حكاية الهيروغليفية

معتز فطين زغلول

تتحدث سلسلة التاريخ الخرافي للحضارة المصرية عن تحليل نقدي لتاريخ مصر القديم وتحدي السرد التقليدي لهذا التاريخ. كما تهدف إلى كشف الحقائق وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول تاريخ مصر القديم والحضارة المصرية بشكل يغطي موضوعات متنوعة بما في ذلك اللغة وجذور قدماء المصريين القدماء والاساطير التي رُوِجَت عن قيام هذه الحضارة

ولقد بدأنا هذه السلسلة بالكتاب الأول عن اللغة التي كان يتحدث بها الآباء الأوائل والخط الذي كانوا يكتبون به ألا وهو «الهيروغليفية» كيف مات هذا الخط؟ ومتى مات؟ وهل اندثر؟ ومن بعثه للوجود؟ وكيف بُعِثَ؟ ما علاقة هذه النقوش التي تزين جدران المعابد والأهرام وأوراق البردي والمسلات بالسحر والطلاسم؟

فعلى الرغم من أن الكهنة كانوا يهتمون بتدوين كل مظاهر الحياة في مصر واعتنوا بتسجيل كل ما يتعلق بحضارتهم من فكر وفلسفة ودين وطب وفلك ورياضيات وهندسة وموسيقى لكن كل ما تم تسجيله ضاع في ظروف غريبة وبسبب تتابع سريع جدا لأحداث تاريخية مؤلمة أدت في النهاية إلى احتراق هذه الوثائق حينا وتجريم التحدث باللغة المصرية القديمة أو كتابة أي أحداث بها بل وبتجريم الكهانة مما أدي إلى موتها في انتظار البعث من جديد.

ولقد قسمت الكتاب إلى أربع رحلات الرحلة الأولى كانت رحلة الميلاد كيف نشأت هذه اللغة وكيف انتشرت، أما الرحلة الثانية فكانت رحلة الموت كيف ماتت هذه اللغة ولماذا اندثرت وما الأسباب التي دفعتها لذلك والرحلة الثالثة تناولنا فيها رحلة بعث هذه اللغة وما المحاولات التي قام بها الغرب والشرق ومعهم العرب لكشف أسرار هذه اللغة ومحاولة فك طلاسمها.

أما الرحلة الأخيرة خصصناها لإشكالية علاقة الهيروغليفية باللغة العربية وإظهار محاولات المستشرقين لفصل الهيروغليفية عن أصلها المشترك مع العروبية والحديث عن الدور المفصل لأحمد كمال باشا مؤسس علم المصريات وأول مصري ينشر مؤلفات في اللغة المصرية القديمة وخطوطها الثلاثة.